يقول شيخ الإسلام في (ص:243): (كان حماد بن زيد -زعموا- يفرق بين الإيمان والإسلام، وهنا قال: و حماد بن زيد يفرق بين الإسلام والإيمان).
وسبب التردد والشك هنا أن أئمة وفقهاء الكوفة كانوا موضع الإرجاء، فلعل هذا هو السبب، فكانوا لا يفرقون بينهما، فهو ينسب هذا إلى هذا الإمام منهم.
قال: (وقال مالك و شريك -وذكر قولهم، وقول حماد بن زيد-: فرق بين الإسلام والإيمان.
قال أحمد : قال لي رجل: لو لم يجئنا في الإيمان إلا هذا لكان حسناً.
قلت لـأبي عبد الله : فتذهب إلى ظاهر الكتاب مع السنن؟ قال: نعم. قلت: فإذا كانت المرجئة يقولون: إن الإسلام هو القول؟
قال: هم يصيّرون هذا كله واحداً).
أي: أن المرجئة يجعلون الإسلام والإيمان شيئاً واحداً.
قال: (ويجعلونه مسلماً ومؤمناً شيئاً واحداً على إيمان جبريل، ومستكمل الإيمان.
قلت: فمن هاهنا حجتنا عليهم؟ قال: نعم)، فقد ذكر عنه الفرق مطلقاً، واحتجاجه بالنصوص.
فهذه رواية، وهناك رواية أخرى أيضاً ذكرها ابنه صالح .
(قال صالح بن أحمد : سئل أبي عن الإسلام والإيمان، قال: قال ابن أبي ذئب : الإسلام: القول، والإيمان: العمل).
فانظر إلى الورع، فهذه الكلمة التي قالها الزهري قالها أيضاً الإمام المشهور القوال بالحق: ابن أبي ذئب رحمه الله، وأجاب الإمام أحمد عمن سأله بما قال ابن أبي ذئب، ولم يقل شيئاً من عنده، فقال: قال ابن أبي ذئب : الإسلام: القول، والإيمان: العمل.
و الزهري يقول: فنرى الإسلام: الكلمة، والإيمان: العمل.
قال: (قيل له: ما تقول أنت؟ قال: الإسلام غير الإيمان، وذكر حديث سعد ؛ لأنه أوضح في الدلالة على التفريق بينهما، فهو لم يختر قول من قال: إن الإسلام: القول، بل أجاب بأن الإسلام غير الإيمان، كما دل عليه الحديث الصحيح والقرآن الكريم).
هذا هو كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعقيباً على ذلك.